الاسلام هو الافضل



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الاسلام هو الافضل

الاسلام هو الافضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الاسلام هو الافضل

الدعوة الى الله واتباع سنة رسول الله , ونشر المواضيع الهاادفة ، وكل ما هو جديد ومفيد في عالم الانترنت


    العشرة المبشرين بالجنة

    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:05 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    عمر بن الخطاب ___الفاروق___


    " يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك "حديث شريف

    الفاروق أبو حفص، عمربن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوى،
    ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة 40 عام قبل الهجرة، عرف في شبابه بالشدة والقوة، وكانت له مكانة رفيعة في قومه إذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثه قريش رسولاً إذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم..
    وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات
    وأول من لقب بأمير المؤمنين.


    إسلامه:
    أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلداً سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة: دلوني على محمد.


    وسمع خباب كلمات عمر، فخرج من مخبئه وصاح: يا عمر والله إني لأرجو أني كون الله قد خصك بدعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فإني سمعته بالأمس يقول اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب ,فسأله عمر من فوره: وأين أجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -الآن يا خباب؟ وأجاب خباب: عند الصفا في دارالأرقم بن أبي الأرقم.


    ومضى عمر إلى مصيره العظيم، ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال: أما أنت منتهياً يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب. فقال عمر: أشهد أنّك رسول الله.


    وبإسلامه ظهر الإسلام في مكة إذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم والذي بعثك بالحق لتخرجن ولتخرجن معك وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم، لذلك سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الفاروق لأن الله فرق بين الحق والباطل.


    لسان الحق:
    هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم، وضع الله الحق على لسانه إذ كان القرآن ينزل موافقاً لرأيه، يقول علي بن أبي طالب: إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاماً من كلامه ورأياً من رأيه، كما قال عبد الله بن عمر: ما نزل بالناس أمراً فقالوا فيه وقال عمر، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر.

    ‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال: ‏‏قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -‏: لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون،‏ ‏فإن يكفي أمتي أحد فإنه ‏‏عمر.. و‏زاد ‏‏زكريا بن أبي زائدة ‏‏عن‏ ‏سعد ‏‏عن ‏أبي سلمه‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال‏: ‏قال النبي ‏- صلى الله عليه وسلم -:‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونواأنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر.. ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما-:‏ ‏من نبي ولا محدث.


    قوة الحق:
    كان قوياً في الحق لايخشى فيه لومة لائم، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله -‏،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏يضحك، فقال‏‏ عمر: ‏أضحك الله سنك يا رسول الله.. فقال النبي ‏- صلى الله عليه وسلم -: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب. فقال ‏‏عمر: ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله. ثم قال عمر‏: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إيها يا ‏ابن الخطاب‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً ‏فجاً ‏قط إلا سلك ‏‏فجاً ‏غير‏فجك.


    ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سراً، وقال متحدياً لهم: من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذاالوادي. فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه.


    عمر في الأحاديث النبوية:
    رُويَ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمر بن الخطاب نذكر منها. إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه الحق بعدي مع عمر حيث كان.. لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب. إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه.. ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر.

    قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا بلال، ورأيت قصراً أبيض بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا القصر ؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيْرتك.. فقال عمر :بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار.

    وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: بيْنما أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب..
    قالوا: فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال: العلم.

    قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه.. قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله ؟ قال: الدين.


    خلافة عمر:
    رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصاراً فأثنوا عليه خيراً ومما قاله عثمان بن عفان: اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله.. وبناء على تلك المشورة وحرصاً على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم.

    أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده، وأوضح سبب اختياره قائلاً: اللهم اني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأياً فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم.. ثم أخذ البيعةالعامة له بالمسجد إذ خاطب المسلمين قائلاً: أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قربى، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعواله وأطيعوا..فرد المسلمون: سمعنا وأطعنا0وبايعوه سنة 13 هـ.


    انجازاته:
    استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة.. لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال :كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمرقاتلهم حتى تركونا فصلينا.

    فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة 14 هـ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة 16 هـ، وأول من عسّ في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج، كما أنه مصّر الأمصار، واستقضى القضـاة، ودون الدواوين، وفرض الأعطية، وحج بالناس عشر حِجَجٍ متوالية، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها.

    وهدم مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وزاد فيه، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق، فبُسِط في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

    وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب إلى الشام، وأخرج أهل نجران وأنزله من ناحية الكوفة.


    الفتوحات الإسلامية:
    لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح إلى حمص، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ..

    وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم: كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج.


    هَيْبَتِه وتواضعه:
    وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا، مع أنه لم يكن جبّاراً ولا متكبّراً، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه، وكان يسير منفرداً من غير حرس ولا حُجّاب، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة.


    استشهاده :
    كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها: اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك, وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي غلاماً للمغيرة بن شعبة عدة طعنات في ظهره أدت إلى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة، ودفن إلى جوار الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
    .
    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:21 pm


    أبو بكر الصديق ___الصديق___

    ثاني اثنين إذ هما فيالغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.

    هو عبد الله بن أبي قحافة، منقبيلة قريش، ولد بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بثلاث سنين، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه، كان يعمل بالتجارة ومـن أغنياء مكة المعروفين، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر وكان ذا خلقومعروف يأتونه الرجال ويألفونه، اعتنق الإسلام دون تردد فهو أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين الله فاستجاب له عدد من قريش من بينهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، والأرقم ابن أبي الأرقم..


    إسلامه:
    لقي أبو بكر -رضي الله عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيركآباءَنا؟!0فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :إني رسول الله يا أبا بكر، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق أدعوك إلى الله يا أبا بكر، وحده لا شريك له، ولا نعبد غيره، والموالاة على طاعته أهل طاعته0وقرأ عليه القرآن فلم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق.. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه.


    أول خطيب:
    عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً، ألح أبو بكر على الرسول عليه الصلاة والسلام في الظهور فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم -: يا أبا بكر إنّا قليل.. فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول عليه الصلاة والسلام وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد، وكل رجل معه، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس، وكان أول خطيب دعا إلى الله عزّ وجل والى رسوله عليه الصلاة والسلام .

    وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم ضرباً شديداً، ووطئ أبوبكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخسوفين، وأثّر على وجهأبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه، وجاء بنو تيم تتعادى، فأجلوا المشركين عن أبيبكر، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته، ورجعوا بيوتهم و قالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عُتبة.. ورجعوا إلى أبي بكر وأخذوا يكلمونه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟فنالوه بألسنتهم وقاموا.
    أم الخير
    ولمّا خلت أم الخير والدة أبي بكر بهجعل يقول: ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟قالت: والله ما لي علم بصاحبك
    قال: فاذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟ قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بنعبد الله وإن تحبي أن أمضي معك إلى ابنك فعلت؟
    قالت: نعم فمضت معها حتى وجدت أبابكر صريعاً، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: إنّ قوماً نالوا منك هذا لأهل فسق؟!
    وإنّي لأرجو أن ينتقم الله لك.
    قال: فما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ قالت: هذه أمك تسمع؟ قال: فلا عين عليك منها.. قالت: سالم صالح قال: فأين هو؟
    قالت: في دار الأرقم قال: فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاماً أو شراباً أوآتي رسول الله عليه الصلاة والسلام فأمهَلَتها حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر :بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي بَرّة بوالديها، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- ثم دعاها إلى الله عزّ وجل، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم


    جهاده بماله:
    أنفقأبو بكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذابالذي كان يلحقه بهم سادتهم من مشركي قريش، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين منبينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
    فنزل فيه قوله تعالى: وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى.


    منزلته من الرسول- صلى الله عليه وسلم -:
    كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس إلى قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه: إن من أمَن ِّالناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكرخليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبيبكر.

    كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول عليه الصلاة والسلام : أما إنك ياأبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي 0وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - :أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار
    كما أن أبو بكرالصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الافتخار بقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومصاهرته له وفي ذلك يقول: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي.


    الإسراء والمعراج:
    وحينما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى بيت المقدس ذهب الناس إلى أبي بكر فقالوا له :هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة! فقال لهم أبو بكر: إنكم تكذبون عليه فقالوا: بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس فقال أبو بكر: والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجّبكم من ذلك! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من اللهمن السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه! فهذا أبعد مما تعجبون منه.

    ثم أقبل حتى انتهى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: نعم، قال: يا نبي اللهفصفه لي، فإني قد جئته فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :فرفع لي حتى نظرت إليه فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله حتى إذا انتهى قال الرسول- صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر :وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق.


    الصحبة:
    ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثناء الهجرة إلى المدينة المنورة
    فقال تعالى ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
    كان أبوبكر رجلاً ذا مال، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في الهجرة
    فقال له الرسول: لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً، فطمع بأن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما يعني نفسه حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعداداً لذلك، وفي يوم الهجرة، أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم -بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله --هذه الساعة إلا لأمر حدث.

    فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة، فقال الرسول: أخرج عني من عندك فقال أبو بكر: يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك؟ فداك أبي وأمي! فقال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة، فقال أبو بكر:الصُّحبة يا رسول الله؟ قال: الصُّحبة،
    تقول السيدة عائشة: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ.. ثم قال أبو بكر: يانبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا0 فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط، وكان مشركاً يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما.


    أبواب الجنة:
    ‏عن أبي هريرة ‏قال:‏ ‏سمعت رسول الله‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏يقول: ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعيمن أبواب‏ ‏-يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان. فقال أبوبكر : ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال: هل يدعى منها كلها أحديا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر.


    مناقبه وكراماته:
    مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق إلى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب: ما سبقت أبا بكر إلى خير إلاّ سبقني.
    وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول - صلى الله عليه وسلم -التي تخفى علىغيره كحديث: أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه، ومن ذلك أيضاً فتواه في حضرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإقراره على ذلك.

    وهو أول خليفة في الإسلام، وأول من جمع المصحف الشريف، وأول من أقام للناس حجّهم في حياة رسول الله -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده. وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر. كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -وقد قال له الرسول- صلى الله عليه وسلم - :أنت عتيق الله من النار، فسمّي عتيقاً.

    وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال :كيف تفضِّلوني عليه،
    وإنما أنا حسنة من حسناته!!
    عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: ‏كنت جالساً عند النبي ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أما صاحبكم فقد ‏‏غامر فسلم وقال: إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏شيء، فأسرعت إليه
    ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا‏ أبا بكر ‏‏ثلاثاً، ثم إن ‏عمر ‏ندم، فأتى منزل ‏أبي بكر‏، ‏فسأل: أثم ‏أبو بكرفقالوا: لا فأتى إلى النبي ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏فسلم، فجعل وجه النبي‏ - صلى الله عليه وسلم - ‏‏يتمعر، حتى أشفق ‏‏أبو بكر،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين.. فقال النبي ‏- صلى الله عليه وسلم -:‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال‏ أبو بكر‏ ‏صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها.


    خلافته:
    وفي أثناء مرض الرسول عليه الصلاة والسلام أمره أن يصلي بالمسلمين، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعده، وكان زاهداً فيها ولم يسع إليها، إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي، فسأله عن ذلك فقال له: ياعمر لا حاجة لي في إمارتكم !! فرد عليه عمر: أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولانستقيلك


    جيش أسامة:
    وجَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بنزيد في سبعمائة إلى الشام، فلمّا نزل بـذي خُشُب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -- وارتدّت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا: يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء، تُوجِّه هؤلاء إلى الروم وقدارتدت العرب حول المدينة؟0فقال: والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَه ُرسول الله0فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم.
    فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام.
    حروب الردة:

    بعد وفـاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العرب ومنعت الزكاة، واختلف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيد، قال عمر بن الخطاب: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاالله، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله؟!

    فقال أبو بكر: الزكاة حقُّ المال وقال: والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها إلى رسول الله -- لقاتلتهم على منعها ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل إلى رأيه.
    ولم يمت حتى استقام الدين، وانتهى أمر المرتدين


    جيوش العراق والشام:
    ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة إلى الشام وخالد بن الوليد إلى العراق، وكان لا يعتمد فيحروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتاًعلى الإسلام.


    استخلاف عمر:
    لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال: إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه، فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن المتقي آمن محفوظ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عملبه، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ، وأن يحبط عمله، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك مندمائهم، وأن تصم بطنك من أموالهم، وأن يخف لسانك عن أعراضهم، فافعل ولا حول ولاقوة إلا بالله.


    وفاته:
    ولد أبو بكر في مكة عام 51 قبل الهجرة ومات بالمدينة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة 13 هـ ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول- صلى الله عليه وسلم -، وجاء علي بن أبي طالب باكياً مسرعاً وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوةحتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال: رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم إسلاماً، وأكملهم إيماناً، وأخوفهم لله، وأشدهم يقيناً، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صُحْبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - به هدياً وخُلُقاً وسمتا ًوفعلاً.
    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:33 pm


    عثمان بن عفان ___ذا النورين___


    عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي، أحد العشرة المبشرين بالجنة
    وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو عنه راضٍ
    صلى إلى القبلتين وهاجر الهجرتين وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام.


    إسلامه
    كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية، وأسلم بعد البعثة بقليل، فكان من السابقين إلى الإسلام، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ.
    وهو أوّل من شيّد المسجد، وأوّل من خطَّ المفصَّل، وأوّل من ختم القرآن في ركعة، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان.
    قال عثمان: إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل.


    الصّلابة
    لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً، وقال: أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين.. فقال عثمان: والله لا أدَعُه ُأبداً ولا أفارقُهُ.. فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه.


    ذي النورين
    لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي - صلى الله عليه وسلم - رقيّة ثم أم كلثوم، فقد زوّجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته رقيّة، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مصاهرته فقال: والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجتُُكَ إياها يا عثمان.


    سهم بَدْر
    أثبت له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهمَا لبدر يين وأجرَهم، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراًوسهمه.


    الحديبية
    بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته، فضرب الرسول -- بشماله على يمينه وقال: هذه يدُ عثمان0 فقال الناس: هنيئاً لعثمان.


    جهاده بماله
    قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة، كما اشترى بئر رومه بعشرين ألفاً وتصدّق بها، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً.

    كان الصحابة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين،فلما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال: والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ.. فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بماعليها من الطعام، فوجّه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - منها بتسعٍ، فلما رأى ذلك النبي قال: ما هذا؟
    قالوا: أُهدي إليك من عثمان فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والكآبة في وجوه المنافقين، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده: اللهم أعط عثمان، اللهم افعل بعثمان.
    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ فرأى لحماً فقال: من بعث بهذا؟ قلت: عثمان.. فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان.


    جيش العُسْرة
    وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً، واستغرق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء له يومها، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيهفقد جاء عثمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره، فجعل - صلى الله عليه وسلم - يقلبها ويقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين.


    الحياء
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أشد أمتي حياءً عثمان
    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: استأذن أبو بكر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على فراش، عليه مِرْطٌ لي، فأذن له وهو على حاله، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصلح عليه ثيابه وقال: اجمعي عليك ثيابك فأذن له، فقضى الله حاجته ثم انصرف، فقلت: يارسول الله، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان.
    فقال: يا عائشة إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته.. وفي رواية أخرى: ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة!


    فضله
    دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال: يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقاً وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله وقال: اللهم ارْضَ عن عثمان وقال: اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه.
    اختَصّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابة الوحي، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى، وأثنى عليه جميع الصحابة، وبركاته وكراماته كثيرة، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة، كثير القيام بالليل.
    قال عثمان -رضي الله عنه- :ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما مرّت بي جمعة إلا وأعتق فيها رقبة، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام، ولا سرقت.


    اللهم اشهد
    عن الأحنف بن قيس قال: انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة، فدخلنا المسجد، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال: أها هنا علي؟قالوا: نعم.. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له؟
    فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لك؟ قالوا: نعم
    قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هوأتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من يبتاع بئر روْمة غفر الله له فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله عليه الصلاة والسلام فقلت: إني قد ابتعتها فقال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ قالوا: نعم

    قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نظر في وجوه القوم يوم جيش العُسرة فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له.. فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولاعقالاً ؟ قالوا: نعم
    قال: اللهم اشهد اللهم اشهد.. ثم انصرف


    الخلافة
    كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ، فقد عيَّن عمرستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاءه، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هومروان بن الحكم
    ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال: أمّا بعد، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله، وهاجرت الهجرتين، وبايعت رسول الله عليه الصلاة والسلام، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله، ثم أبا بكر مثله، ثم عمر كذلك، ثم استُخْلفتُ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم؟
    الخير
    انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف، ونخلة بألف درهم، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية..


    الفتوح الإسلامية
    وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خو وفارس الآخـرة، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان، ثم الأساورة في البحر ثمساحل الأردن.


    الفتنة
    ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء، وكان قد ولى على أهل مصر عبداً لله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له، وكتب لهم العهد، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبينابن أبي السّرح، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى، وعليه خاتم عثمان، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجريمثلُ ذلك على لسانه أو يده، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل!
    ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان قد قال له: عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه.


    الحصار
    فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه، فأغلق بابه دونهم، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله!!
    وكان يقول: إن رسول الله عليه الصلاة والسلام عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن
    وعن أبي سهلة مولى عثمان: قلت لعثمان يوماً: قاتل يا أمير المؤمنين.. قال: لا والله لا أقاتلُ، قد وعدني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمراً فأنا صابر عليه.
    واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال: يا قوم! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت، أصبتُ أو أخطأتُ، وإنكم إنتقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيحكم بينكمفلما أبَوْا قال: اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً.. فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحواالمدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم


    مَقْتَله
    وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل، فطلبوا منه الخروج للقتال، فكره وقال :إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاريفقتلوه، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمه عليه، وكان ذلك صبيحة عيد الأضحى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة.
    ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان: أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال: إني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة 0فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه
    كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة.
    ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم


    يوم الجمل
    فييوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان، وأنكرت نفسي وجاءوني للبيعة فقلت: إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة!! وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد
    فانصرفوا، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت: اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت: اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى.

    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:41 pm


    علي بن أبي طالب كرم الله وجهه


    هو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولد قبلالبعثة النبوية بعشر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب إلى الإسلام من الصبيان، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة.

    الرسول يضمه إليه
    كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله- صلى الله عليه وسلم -وصدق بما جاءه من الله تعالى: علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين،
    فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة، وكان أبوطالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه.. فقال العباس: نعم
    فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ماشئتما، فأخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - علياً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج علي معه متخفياً من أبيه وسائر قومه، فيصليان الصلوات معاً، فإذا أمسيا رجعا.


    منزلته من الرسول
    لمّا آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه قال لعلي: أنت أخي وكان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أهله وقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى

    وكان مثالاً في الشجاعة والفروسية ما بارز أحد إلا صرعه، وكان زاهداً في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله.
    دعاه الرسول- صلى الله عليه وسلم - وزوجته فاطمة وابني هالحسن والحسين وجلَّلهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً وذلك عندما نزلت الآية الكريمة..

    قال تعالى: إنّمايُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت.
    كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال.


    ليلة الهجرة
    في ليلة الهجرة، اجتمع رأي المشركين في دارالندوة على أن يقتلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فراشه، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي: نم على فراشي، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم.

    ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله، واستطاع الرسول- صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم، وأقام علي رضي الله عنه بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منه الحق برسول الله في قباء.


    أبو تراب
    دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة -رضي الله عنهما-‏‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبي ‏- صلى الله عليه وسلم -: ‏أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد، فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول:
    اجلس يا ‏‏أبا تراب.. مرتين.


    يوم خيبر
    في غزوة خيبر قال الرسول- صلى الله عليه وسلم -: لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويُحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه، أو على يديه، فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه.


    خلافته
    لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة 35 هـ بايعه الصحابة والمهاجرين والأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين، يعمل جاهداً على توحيد كلمة المسلمين وإطفاء نار الفتنة.
    ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري، ولما فرغت من ذلك عادت إلى المدينة، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، فعادت ثانية إلى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه-، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين، وتستقر الأوضاع في الدولة الإسلامية، غير أنهملم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه إلى البصرة، فساروا إليها مع أتباعهم


    الخوارج
    أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبرواعلياً -رضي الله عنه- على قبوله، وخرجوا على طاعته، فعرفوا لذلك باسم الخوارج، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفاً، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة النهروانعام 38 هجري، وقضى على معظمهم، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الإسلامية.


    استشهاده
    لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج إذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمروبن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به، إذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران.
    وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلاً: إن أعش فأنا أولى بدمه قصاصاً أو عفواً، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه، إن الله لا يحب المعتدين.. وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم بأموركم أبصر.. واختلفوا في مكان قبره.

    وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاءالراشدين.
    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:48 pm


    طلحة بن عبيد الله


    طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي المكي المدني، أبو محمد.
    لقد كان في تجارة له بأرض بصري، حين لقي راهباً من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم، قد أهل عصره، ونصحه باتباعه، وعاد إلى مكة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأمين، والرسالة التي يحملها، فسارع إلى أبي بكر فوجده إلى جانب محمد مؤمناً، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا إلا على الحق، فصحبه أبو بكر إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث أسلم وكان من
    المسلمين الأوائل.


    إيمانه
    لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين، وهاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا غزوة بدر، فقد ندبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه سعيد بن زيد إلى خارج المدينة، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر، فحزنا إلا يكونا مع المسلمين، فطمأنهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لهما أجر المقاتلين تماماً، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها.. وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد طلحة الخير، وفي غزوة العشيرة طلحة الفياض ويوم حنين طلحة الجود.


    بطولته يوم أحد
    في أحد أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -فلقاه هدفاً للمشركين، فسارع وسط زحام السيوف والرماح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فرآه والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - يضرب المشركين بيمينه ويساره، وسند الرسول - وحمله بعيداً عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، ويقول أبو بكر-رضي الله عنه- عندما يذكر أحداً: ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: "دونكم أخاكم" ونظرنا، وإذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، وإذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه.

    وقد نزل قوله تعالى: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهممن قضى
    نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا ".
    تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية أمام الصحابة الكرام، ثم أشار إلى طلحة قائلاً: من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة..
    ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه-، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب.


    عطائه وجوده
    وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسياً لقواعد الدين، مؤدياُ لحقوقه، وإذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها، فقد كان من أثرياء المسلمين، وثروته كانت دوماً في خدمة الدين، فكلما أخرج منها الشيء الكثير، أعاده الله إليه مضاعفاً، تقول زوجته سعدي بنت عوف دخلت على طلحة يوماً فرأيته مهموماً، فسألته: ما شأنك؟ فقال: المال الذي عندي، قد كثر حتى أهمني وأكربني وقلت له: ما عليك، اقسمه.. فقام ودعا الناس، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهماً.

    وفي إحدى الأيام باع أرضاً له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال: إن رجلاً تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهماً.

    وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس براً بأهله وأقاربه، وكان يعولهم جميعاً، لقد قيل: كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلاً إلا كفاه مئونته، ومئونة عياله وكان يزوج أيامهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم ويقول السائب بن زيد: صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحداً، أعم سخاء على الدرهم، والثوب، والطعام من طلحة.


    طلحة والفتنة
    عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، وزكى معظمهم فيما ينشدون من إصلاح، ولكن أن يصل الأمر إلى قتل عثمان -رضي الله عنه-، لا لكان قاوم الفتنة، وما أيدها بأي صورة، ولكن ما كان كان، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا إلى مكة معتمرين، ومن هناك إلى البصرة للأخذ بثأر عثمان.
    وكانت وقعة الجمل عام 36 هجري.


    الشهادة
    أقلع طلحة والزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمناً لانسحابهما، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدراً وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.
    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلاً: اني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل أخواناً على سرر متقابلين، ثم نظرإلى قبريهما وقال: سمعت أذناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: طلحة والزبير، جاراي في الجنة.


    قبر طلحة
    لمّا قُتِلَ طلحة دُفِن إلى جانب الفرات، فرآه حلماً بعض أهله فقال: ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت، قالها ثلاثاً، فأخبر من رآه ابن عباس، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق، ولم يتغير منه إلا عُقْصته، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها، وقبره معروف بالبصرة، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثرمن ذلك.

    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:56 pm

    الزبيـر بن العوام


    " إن لكل نبي حواريّاً، وحواريّ الزبير بن العوام " حديث شريف

    الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -في قصي بن كلاب.
    كما أن أمه صفية عمة رسول الله، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، كان
    رفيع الخصال عظيم الشمائل، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضاً لكنه أنفقه في الإسلام حتى مات مديناً.


    الزبير وطلحة
    يرتبط ذكر الزبير دوماً مع طلحة بن عبيد الله، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه، وتحدث عنهما الرسول قائلاً: طلحة والزبير جاراي في الجنة، وكانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لاختيار خليفته.


    أول سيف شهر في الإسلام
    أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام، وقد كان فارساً مقداماً، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، وفي أعلى مكة لقيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسأله ماذا به؟ فأخبره النبأ0 فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب.


    إيمانه وصبره
    كان للزبير -رضي الله عنه- نصيباً من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه: اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب. فيجيب الفتى الغض: لا والله، لا أعود للكفر أبداً ويهاجر الزبير إلى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.


    غزوة أحد
    في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعاً إلى مكة، ندب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزبير وأبو بكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته، فقاد أبو بكر والزبير -رضي الله عنهما- سبعين من المسلمين قيادة ذكية، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين.


    بنو قريظة
    وفي يوم الخندق قال الرسول- صلى الله عليه وسلم -: مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة؟ فقال الزبير: أنا.. فذهب، ثم قالها الثانية فقال الزبير: أنا فذهب، ثم قالها الثالثة فقال الزبير: أنا فذه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبير حَوَاريَّ وابن عمتي.
    وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول - صلى الله عليه وسلم -، أرسل الرسول الزبير وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان: والله لنذوقن ما ذاق حمزة، أو لنفتحن عليهم حصنهم.. ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه.


    يوم حنين
    وفي يوم حنين أبصر الزبير (مالك بن عوف) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة، أبصره واقفاً وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكان الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمين العائدين من المعركة.


    حبه للشهادة
    كان الزبيربن العوام شديد الولع بالشهادة، فها هو يقول: إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد، وإني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون.

    وهكذا سمى ولده عبد الله تيمناً بالشهيد عبد الله بن جحش

    وسمى ولده المنذر تيمناً بالشهيد المنذر بن عمرو

    وسمى ولده عروة تيمناً بالشهيد عروة بن عمرو

    وسمى ولده حمزة تيمناً بالشهيد حمزة بن عبد المطلب

    وسمى ولده جعفراً تيمناً بالشهيد جعفر بن أبي طالب

    وسمى ولده مصعباً تيمناً بالشهيد مصعب بن عمير

    وسمى ولده خالداً تيمناً بالشهيد خالد بن سعيد

    وهكذا أسماهم راجياً أن ينالوا الشهادة في يوم ما...


    وصيته
    كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً: إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي، وسأله عبد الله: أي مولى تعني؟ فأجابه: الله نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ماوقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه.


    الشهادة
    لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله وسارع قاتل الزبير إلى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن علياً صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلاً: بشر قاتل ابن صفية بالنار وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول: سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله.

    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلاً:اني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين. ثم نظر إلى قبريهما وقال: سمعت أذناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: طلحة والزبير، جاراي في الجنة.
    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:03 pm



    سعد بن أبي وقاص


    " يا سعد: ارم فداك أبي وأمي " حديث شريف

    سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو اسحاق.. فهو من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتز بهذه الخؤولة فقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً مع نفر من أصحابه فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلاً فقال لمن معه: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله".


    إسلامه
    كان سعد -رضي الله عنه- من النفر الذين دخلوا في الإسلام أول ما علموا به، فلم يسبقه إلا أبو بكر وعلي وزيد وخديجة، قال سعد: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يدعوا إلى الإسلام متخفياً فعلمت أن الله أراد بي خيراً وشاء أن يخرجني بسببه من الظلمات إلى النور فمضيت إليه مسرعاً حتى لقيته في شعب جياد وقد صلى العصر فأسلمت، فما سبقني أحد إلا أبي بكر وعلي وزيد -رضي الله عنهم-، وكان ابن سبع عشرة سنة، كما يقول سعد -رضي الله عنه-: لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرض الله الصلوات.


    ثورة أمه
    يقول سعد -رضي الله عنه-: وما سمعت أمي بخبر إسلامي حتى ثارت ثائرتها وكنت فتى باراً بها محباً لها فأقبلت علي تقول: يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر فقلت: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء.. إلا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياماً على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها.. فلما رآها سعد قال لها: يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حباً لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء، فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها.
    ونزل قوله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَ المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إليَ ثم إليَ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ".


    أحد المبشرين بالجنة
    كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين نفر من أصحابه، فرنا ببصره إلى الأفق في إصغاء من يتلقى همساً وسراً، ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة... وأخذ الصحاب يتلفتون ليروا هذا السعيد، فإذا سعد بن أبي وقاص آت.. وقد سأله عبد الله بن عمرو بن العاص أن يدله على ما يتقرب به إلى الله من عبادة وعمل فقال له: لا شيء أكثر مما نعمل جميعاً ونعبد، غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغناً ولا سوءاً.


    الدعوة المجابة
    كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاءاً أجابه، وكان الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - له: اللهم سدد رميته، وأجب دعوته. ويروى أنه رأى رجلاً يسب طلحة وعلياً والزبير فنهاه فلم ينته فقال له: إذن أدعو عليك.
    فقال الرجل :أراك تتهددني كأنك نبي، فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلاً: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواماً سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبه إياهم، فاجعله آية وعبرة. فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة نادّة لا يردها شيء، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبطه حتى مات.


    أول دم أُريق في الإسلام
    في بداية الدعوة، كان أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -إذا صلوا ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من الصحابة في شعب من شعاب مكة، إذ ظهرعليهم نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد -رضي الله عنه- يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعير فشجه ( العظم الذي فيهالأسنان )، فكان أول دم أريق في الإسلام.


    أول سهم رمي في الإسلام
    بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سرية عبيدة بن الحارث -رضي الله عنه- إلى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعاً من قريش ولم يكن بينهم قتال إلا أن سعد قد رمى يومئذٍ بسهم فكان أول سهم رمي به في الاسلام.


    غزوة أحد
    وشارك في أحد وتفرق الناس أول الأمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووقف سعد يجاهد ويقاتل فلما رآه الرسول- صلى الله عليه وسلم - يرمي جعل يحرضه ويقول له: يا سعد ارم فداك أبي وأمي.. وظل سعد يفتخر بهذه الكلمة طوال حياته ويقول: ما جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم -لأحد أبويه إلا لي.. وذلك حين فداه بهما.


    إمرة الجيش
    عندما احتدم القتال مع الفرس، أراد أمير المؤمنين عمر أن يقود الجيش بنفسه، ولكن رأى الصحابة أن تولى هذه الإمارة لرجل آخر واقترح عبد الرحمن بن عوف: الأسد في براثنه، سعد بن مالك الزهري، وقد ولاه عمر -رضي الله عنه- إمرة جيش المسلمين الذي حارب الفرس في القادسية وكتب الله النصر للمسلمين وقتلوا الكافرين وزعيمهم رستم.. وعبر مع المسلمين نهر دجلة حتى وصلوا المدائن وفتحوها، وكان إعجازاً عبور النهر بموسم فيضانه حتى أن سلمان الفارسي قد قال: إن الإسلام جديد، ذللت والله لهم البحار، كما ذللت لهم البر، والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجاً، كما دخلوه أفواجا.
    وبالفعل أمن القائد الفذ سعد مكان وصول الجيش بالضفة الأخرى بكتيبة الأهوال وكتيبة الخرساء، ثم اقتحم النهر بجيشه ولم يخسر جندياً واحداً في مشهد رائع، ونجاح باهر.
    ودخل سعد بن أبي وقاص إيوان كسرى وصلى فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكراً لله على نصرهم.


    إمارة العراق
    ولاه عمر -رضي الله عنهما- إمارة العراق، فراح سعد يبني ويعمر في الكوفة، وذات يوم اشتكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين فقالوا: إن سعداً لا يحسن يصلي، ويضحك سعداً قائلاً: والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله، أطيل في الركعتين الأوليين وأقصر في الآخرين. واستدعاه عمر إلى المدينة فلبى مسرعاً، وحين أراد أن يعيده إلى الكوفة ضحك سعداً قائلاً: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة ؟ ويؤثر البقاء في المدينة


    الستة أصحاب الشورى
    و عندما حضرت عمر -رضي الله عنه- الوفاة بعد أن طعنه المجوسي، جعل الأمر من بعده إلى الستة الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض وأحدهم سعد بن أبي وقاص، وقال عمر: إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد.


    وفاته
    وعمر سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كثيراً وأفاء الله عليه من المال الخير الكثير لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال: كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر، واني أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضاً، وكان رأسه بحجر ابنه الباكي فقال له: ما يبكيك يا بني؟ إن الله لا يعذبني أبدا، وإني من أهل الجنة..

    فقد كان إيمانه بصدق بشارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبيراً وكانت وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة النبوية وكان آخرالمهاجرين وفاة، ودفن في البقيع.

    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:07 pm


    عبد الرحمن بن عوف


    يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حَبْواً، فأقرض الله يُطلق لك قدميك
    حديث شريف

    عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُمَّ عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبايعه وفور إسلامه حمل حظه من اضطهاد المشركين، هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى والثانية، كما هاجر إلى المدينة مع المسلمين وشهد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحُد بعشرين جراحاً إحداها تركت عرجاً دائماً في ساقه، كما سقطت بعض ثناياه فتركت هتماً واضحاً في نطقه وحديثه.


    التجارة
    كان -رضي الله عنه- محظوظاً بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال: لقد رأيتني لو رفعت حجراً لوجدت تحته فضة وذهبا وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن ربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: أخي أنا أكثر أهل المدينة مالاً، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر آيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق، وخرج إلى السوق فاشترى وباع وربح.


    حق الله
    كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله والمسلمون حقاً فيها، فقد سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول يوماً: يا ابن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك، ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضاً حسنا، فيضاعفه الله له أضعافا، فقد باع يوماً أرضاً بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراءالمسلمين، وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوماً آخر ألفاً وخمسمائة راحلة.
    وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدراً حتى وصل للخليفة عثمان نصيباً من الوصية فأخذها وقال: إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة، وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل: أهل المدينة جميعاً شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم0 وخلّف بعده ذهبُ كثير، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال.


    قافلة الإيمان
    في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة إليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: ما هذا الذي يحدث في المدينة؟ وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين: قافلة تحدث كل هذه الرجّة؟ فقالوا لها: أجل يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة.
    وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت: أما أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا. ووصلت هذه الكلمات إلى عبد الرحمن بن عوف، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي- صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة، فحثَّ خُطاه إلى السيدة عائشة وقال لها: لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه..
    ثم قال: أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقطابها وأحْلاسِها في سبيل الله.
    ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.


    الخوف
    وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف، فقد جيء له يوماً بطعام الإفطار وكان صائماً، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال: استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُفّن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خيرٌ مني، فلم يوجد له ما يُكَفّن فيه إلا بردة، ثم بُسِطَ لنا في الدنيا ما بُسط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلت لنا حسناتنا.
    كما وضع الطعام أمامه يوماً وهو جالس مع أصحابه فبكى، وسألوه: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا.
    وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقاً، فقد قيل: أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم.


    الهروب من السلطة
    كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلاً: لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض.. وأشارالجميع إلى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال: والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر، أحب إليّ من ذلك.. وفور اجتماع الستة لاختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر، وجعلا لأمر بين الخمسة الباقين، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه-: لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصفَك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض. فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة، ووافق الجميع على إختياره.


    وفاته
    في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها إلى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوماً أيهما ما تبعد الآخر يدفن إلى جوار صاحبه وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع: إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال. ولكن سرعان ما غشته السكينة وأشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه، ولعله سمع ما وعده الرسول - صلى الله عليه وسلم - : عبد الرحمن بن عوف في الجنة.

    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:11 pm


    سعيد بن زيد


    حتى يجيء سعيد بن زيد فيُبايع فإنه سيد أهل البلد إذا بايع بايع الناس مروان

    سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوى القرشي، أبو الأعور، من خيار الصحابة

    ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته، ولد بمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر إلى المدينة، شهد المشاهد كلها إلا بدراً لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير، كان من السابقين إلى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة بنت الخطاب ).


    والده

    وأبوه -رضي الله عنه- زيد بن عمرو.. اعتزل الجاهلية وحالاتها ووحّد الله تعالى بغير واسطة حنيفياً، وقد سأل سعيد بن زيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أبي زيد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك، ولو أدركك آمن بك، فاستغفر له؟
    قال: نعم واستغفر له.. وقال: إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ.


    المبشرين بالجنة
    روي عن سعيد بن زيد أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (((عشرة من قريش في الجنة، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك ( بن أبي وقاص )، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وأبو عبيدة بن الجراح )))).. رضي الله عنهم أجمعين.


    الدعوة المجابة
    كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس، فقد شكته إلى مروان بن الحكم، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها، واقتلها في دارها.. فعميت ثم تردّت في بئر دارها، فكانت منيّتُه الولاية.

    كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها، ثم نهض مع مَنْ معه للجهاد، فكتب إليه سعيد: أما بعد، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي، وإذا جاءك كتابي فابعث إلى عملِكَ مَنْ هو أرغب إليه مني، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام.


    البيعة

    كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد، فقال رجل منأهل الشام لمروان: ما يحبسُك ؟ قال مروان: حتى يجيء سعيد بن زيد يبايع، فإنه سيد أهل البلد، إذا بايع بايع الناس..قال: أفلا أذهب فآتيك به ؟ وجاء الشامي وسعيد مع أُبيّ في الدار، قال: انطلق فبايع قال: انطلق فسأجيء فأبايع..فقال: لتنطلقنَّ أو لأضربنّ عنقك..قال: تضرب عنقي؟ فوالله إنك لتدعوني إلى قوم وأنا قاتلتهم على الإسلام.

    فرجع إلى مروان فأخبره، فقال له مروان: اسكت.. وماتت أم المؤمنين ( أظنّها زينب ) فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي لمروان: ما يحبسُك أن تصلي على أم المؤمنين ؟ قال مروان: أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يُصلي عليها فقال الشامي: أستغفر الله.


    وفاته
    توفي بالمدينة سنة ( 51 هـ ) ودخل قبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين.
    صوت الحق
    صوت الحق
    الادارة
    الادارة


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 23/10/2010
    الموقع : لبنان

    العشرة المبشرين بالجنة Empty رد: العشرة المبشرين بالجنة

    مُساهمة من طرف صوت الحق الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:28 pm


    أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح


    أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري. يلتقي مع النبي- صلى الله عليه وسلم -في أحد أجداده.. فهر بن مالك، وأمه من بنات عم أبيه.أسلمت وقتل أبوه كافراً يومبدر كان -رضي الله عنه- طويل القامة، نحيف الجسم، خفيف اللحية، أسلم على يدأبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانيةثم عاد ليشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها.


    غزوة بدر
    في غزوة بدر جعل أبو عبيدة يتصدّى لأبي عبيدة، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه،فلمّا أكثر قصدَه فقتله، فأنزل الله هذه الآية..
    قال تعالى: لا تجدُ قوماًيؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَهُمأو أبناءَهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان.
    يقولأبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: لما كان يوم أحد، ورمي الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى إلى رسول الله -صلى الله عليهوسلم-، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيراناً، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتىإذا توافينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا هو أبو عبيدة بن الجراح قدسبقني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتي المغفر، فنزعها وسقطعلى الأرض وسقطت ثنيته معه، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت، فكانأبو عبيدة في الناس أثرم.


    غزوة الخبط
    أرسل النبي- صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة بن الجراح أميراً على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلاً، وليس معهم من الزاد سوىجراب تمر، والسفر بعيداً، فاستقبل أبو عبيدة واجبه بغبطة وتفاني، وراح يقطع الأرضمع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة فياليوم، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونهويشربون عليه الماء، غير مبالين إلا بانجاز المهمة، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوةالخبط.


    مكانته أمين الأمة
    قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه أن يرسل إليهم واحداً فقال عليه الصلاة والسلام: لأبعثن عليكم أميناً حق أمين فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهميحبون الإمارة أو يطمعون فيها... ولكن لينطبق عليهم وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - "أمينا حق آمين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الإمارة لهذاآنذاك..بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - حرصاً منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين...ولكن النبي - تجاوز جميعالصحابة وقال: قم يا أبا عبيدة.
    كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قالعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه: لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياًلاستخلفته فان سألني ربي عنه، قلت: استخلفت أمين الله، وأمينرسوله.


    معركة اليرموك
    في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموكالتي هزمت فيها الإمبراطورية الرومانية توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وتولىالخلافة بعده عمر -رضي الله عنه-، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بنالجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد... وصل الخطاب إلى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهتالمعركة، ثم أخبر خالداً بالأمر، فسأله خالد: يرحمك الله أبا عبيدة، ما منعك أنتخبرني حين جاءك الكتاب ؟.فأجاب أبو عبيدة: اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطانالدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله أخوة. وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراءبالشام.


    تواضعه
    ترامى إلى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء، فجمعهم وخطب فيهم قائلاً: يا أيها الناس، اني مسلم من قريش، ومامنكم من أحد أحمر ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في أهابه!!
    وعندمازار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه، فقالوا له: من ؟. قال: أبو عبيدة بنالجراح. وأتى أبو عبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه إلى داره، فلم يجد فيها منالأثاث شيئاً، إلا سيفه وترسه ورحله، فسأله عمر وهو يبتسم: ألا اتخذت لنفسك مثلمايصنع الناس؟ فأجاب أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، هذا يبلغني المقيل.


    طاعون عمواس
    حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد "طاعون عمواس" وكان أبو عبيدة أمير الجندهناك. فخشي عليه عمر من الطاعون.. فكتب إليه يريد أن يخلصه منه قائلاً: إذا وصلكخطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح إلا متوجهاً إليَ، وإذا وصلك في الصباح ألاتمسي إلا متوجهاً إليَ، فان لي حاجة إليك، وفهم أبو عبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وأنهيريد أن ينقذه من الطاعون.. فكتب إلى عمر متأدباً معتذراً عن عدم الحضور إليه وقال :لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وإنما أنا في جند من المسلمين يصيبنيما أصابهم، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين. ولما وصل الخطاب إلى عمر بكى.. فسألهمن حوله: هل مات أبو عبيدة ؟ فقال: كأن قد. والمعنى أنه إذا لم يكن قد مات بعد وإلا فهو صائر إلى الموت لا محالة.. إذ لا خلاص منه مع الطاعون.
    كان أبو عبيدة -رضيالله عنه- في ستة وثلاثين ألفاً من الجُند، فلم يبق إلاّ ستة آلاف رجل والآخرون ماتوا... مات أبو عبيدة -رضي الله عنه- سنة 18هـ ، ثماني عشرة للهجرة في طاعونعمواس وقبره في غور الأردن رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.





    وبهذا تنتهي سلسلة الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة

    حشرناالله وإياهم والمسلمين أجمعين في الجنات العُلا اللهم آمين

    أسأل الله أن يرحمهم جميعاً

    وأن يرحمنا برحمتهم.. وأن يشفع لنا بشفاعة رسولنا محمد


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 3:07 pm